ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟

ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟

  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟
  • ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟

اخرى قبل 5 سنة

ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟

المسجد الأقصى

المرحلة الأولى: البناء الأول من عهد آدم عليه السلام – إلى حوالي عام 1550 ق.م

جاء بناء المسجد الأقصى المبارك فوق هضبة موريا Moriah بالقدس القديمة، ليصبح ثاني بيت وضع للناس لعبادة الله تعالى، بعد أربعين عاما من بناء البيت الأول، المسجد الحرام بمكة، كما نص على ذلك الحديث الشريف.

•         عن أبي ذر الغفاري -رضي الله تعالى عنه- قال: قلت: “يَا رَسُولَ اللَهِ أَيُ مَسجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرضِ أَوَلَ؟ قَالَ: المَسجِدُ الحَرَامُ، قَالَ: قُلتُ ثُمَ أَيٌ؟ قَالَ: المَسجِدُ الأَقصَى، قُلتُ: كَم كَانَ بَينَهُمَا؟ قَالَ: أَربَعُونَ سَنَةً، ثُمَ أَي مَا أَدرَكَتكَ الصَلَاةُ بَعدُ فَصَلِه فَإِنَ الفَضلَ فِيهِ.” صحيح البخاري/ حديث 3115 ترقيم العالمية

هذا الحديث الشريف حدد المدة الفاصلة بين بناء البيتين الحرام والمقدس بأربعين سنة، وهو ما يرجح أن يكون بانيهما نفس الشخص أو من نفس الجيل. واختلف في تحديد هذا الباني الأول على ثلاثة أقوال، فمن قائل انه آدم Adam عليه السلام أو أحد أبنائه، ومن قائل إنهم الملائكة، وذلك قبل وجود البشر على الأرض، ومن قائل إنه إبراهيم Ibrahim – Abraham عليه السلام. والمرجح هو أنه آدم، عليه السلام، بوحي من الله تعالى، لأن هذين البيتين إنما وضعا ليتعبد فيهما الناس، وليس الملائكة، بخلاف البيت المعمور في السماء، فناسب أن يبنيهما الناس. ثم إن إبراهيم عليه السلام إنما رفع قواعد البيت الحرام ولم يبنها ابتداء، كما نص القرآن الكريم، فلا يرجح أن يكون هو الباني الأول لأي من المسجدين الحرام أو الأقصى.

•         قال تعالى: {وَإِذ يَرفَعُ إِبرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيتِ وَإِسمَاعِيلُ} (البقرة:127-128)

 

حدود المسجد الأقصى

 

 

مخطط الكعبة والأقصى متشابه لأن الاثنان بنيا بوحي من الله سبحانه وتعالى

شكل المسجد:

 

ويرجح أن يكون البناء الأول للمسجد الأقصى  قد اقتصر على وضع حدوده، وتحديد مساحته التي تتراوح بين 142 – 144 دونم (الدونم = ألف متر مربع). فكلمة المسجد، لغويا، هي اسم لمكان السجود، الذي هو من أهم وأخص أركان الصلاة والعبادة لله تعالى. وهذه الكلمة تشير، اصطلاحا، إلى أرض ذات مساحة محددة، تخصص للصلاة، وتحدد لها قبلة. وتشمل مساحة المسجد كل ما تحت هذه الأرض إلى سبع أرضين وما فوقها إلى سبع سماوات، ولا يشترط أن يكون المسجد بناء مقببا، أو غير مقبب.

وحدود المسجد الأقصى المبارك، والتي يدل عليها السور الحالي الذي يحيط به، لم يطرأ عليها، في الأغلب، أي تغيير منذ وضعت لأول مرة وحتى يومنا هذا. وبالرغم من تعرضه للهدم والتدمير عدة مرات، لعوامل شتى، نماما كما تعرض المسجد الحرام في مكة لمثل ذلك، فقد بقيت قواعد البيت الحرام، وبقيت أساسات سور البيت المقدس، يجددها المجددون على مر العصور.

 

المسجد الأقصى

 

الأنبياء وتعمير الأقصى:

ويعتقد كثير من الباحثين أن المسجد الحرام بمكة لم يزل معمورا حتى جاء زمن نوح Nuh – Noah عليه الصلاة والسلام، فاختفى مع الطوفان. واستمر الأمر على ذلك حتى بوأ الله تعالى لإبراهيم، عليه السلام، مكان هذا البيت فرفع هو وابنه إسماعيل Isma’il – Ishmael، عليهما السلام، قواعده. وكذلك المسجد الأقصى المبارك، فقد انقطعت أخباره في العهود البائدة من بعد آدم عليه السلام. واستمر الأمر على ذلك إلى أن هاجر إبراهيم عليه السلام إلى الأرض المباركة حول المسجد الأقصى، واتخذها مركزا لنشر دعوة التوحيد. ومنذ ذلك الحين، عمر هو وذريته من ابنه الثاني، النبي إسحاق Ishaq (Isaac)، ثم حفيده النبي يعقوب Ya’qub – Jacob (إسرائيل Israel)، عليهم جميعا الصلاة والسلام، ثم الأسباط twelve tribes (حفدة يعقوب)، المسجد الأقصى المبارك.

 

شكل المسجد الأقصى عندما أسري بالرسول إليه

حسب التاريخ اليبوسيون أول من اهتم بالأقصى:

أما التاريخ، والذي لم يبدأ علميا إلا بعد أن عرفت الكتابة حوالي عام 3500 ق. م، فقد سجل قدوم اليبوسيين Jebusites، وهم بطن من بطون العرب الكنعانيين Canaanites (الذين استقروا بفلسطين، فعرفت باسمهم، أرض كنعان Canaan)، إلى القدس، وبناءهم لها خلال حوالي عام 3000 ق. م. وكانت القدس تعرف باسمهم، يبوس Jebus. ويعتقد أنها كانت تقوم في أول أمرها على تلال أوفل وسلوان الواقعة إلى الجنوب من المسجد الأقصى المبارك مباشرة. وتعد بعض الحجارة اليبوسية التي تظهر في أخفض زوايا سور البلدة القديمة بالقدس حاليا، وهي الزاوية الجنوبية الشرقية، أقدم الآثار الإنسانية في المدينة على الإطلاق، ولعلها تدل على أن اليبوسيين جددوا بناء هذا السور الذي يتحد مع سور المسجد الأقصى المبارك في هذه الناحية.

 

الحجارة اليبوسية في المسجد الأقصى أقدم معالم البلدة القديمة في القدس

أصل اسم “جيروسالم” JERUSALEM:

ويعتقد الباحثون أن هؤلاء اليبوسيين عرفوا ديانة التوحيد، الإسلام، لحرصهم على مجاورة المسجد الأقصى المبارك، وأيضا لاحتفائهم بهجرة نبي الله إبراهيم عليه السلام إليهم حوالي عام 1900 ق. م[1]. وتذكر التوراة المتداولة في يد اليهود حاليا أنه عليه السلام التقى ملكهم، مِلكي صادق Melchizedek، أو ملك السلام، وكان صديقاً له. وهذا الملك هو الذي ينسب إليه الاسم الكنعاني للقدس، أور سالم Ūršalīm، أي مدينة سالم، أو مدينة السلام، وهو الاسم الذي اشتق منه الاسم Jerusalem الذي يستخدم في العالم الغربي للإشارة إلى القدس حاليا.

ويؤكد القرآن الكريم في أكثر من موضع أن إبراهيم عليه السلام، وجميع الأنبياء من ذريته، ومن بينهم إسرائيل (يعقوب عليه السلام) والذي عاش هو وأبناؤه في الأرض المباركة لفترة من الزمن، إنما كانوا موحدين أسلموا وجوههم لله تعالى. وهو بهذا يقطع أية صلة دينية متوهمة بين تلك الأمة المسلمة التي خلت، وبين يهود ونصارى اليوم الذين يدعون الارتباط بها، وينسبون أنفسهم إليها، بل ويصر الصهاينة منهم على نسبة الكيان الغاصب الذي أقاموه في بيت المقدس مؤخرا إلى نبي الله إسرائيل عليه السلام.

•         قال تعالى: (أَم تَقُولُونَ إِنَ إِبرَاهِيمَ وَإِسمَاعِيلَ وَإِسحَاقَ وَيَعقُوبَ وَالأسبَاطَ كَانُوا هُوداً أَو نَصَارَى قُل أَأَنتُم أَعلَمُ أَمِ اللهُ) البقرة140

•         قال تعالى: (وَلَقَد أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَبَعَثنَا مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللهُ إِنِي مَعَكُم لَئِن أَقَم تُمُ الصَلاَةَ وَآتَي تُمُ الزَكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَرتُمُوهُم وَأَقرَضتُمُ اللهَ قَرضاً حَسَناً لَأُكَفِرَنَ عَنكُم سَيِئَاتِكُم وَلأُدخِلَنَكُم جَنَاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ مِنكُم فَقَد ضَلَ سَوَاء السَبِيلِ) المائدة12

 

الهكسوس:

وبين حوالي عامي 1800 – 1600 ق. عرفت أرض فلسطين الهكسوس Hyksos، أو “الحكام الأجانب”، باللغة المصرية القديمة. وهؤلاء كانوا بدوا استقروا في مصر، وأقاموا مملكة في شمالها، ولكنهم لم يدينوا بدين المصريين القدماء، الذين كان أكثرهم يؤلهون حكامهم, ويتعبدون للشمس والقمر، ولبعض الحيوانات كالثور والبقرة والقردة. ولعل بعثة نبي الله يعقوب ثم ابنه النبي الكريم يوسف Yusuf – Joseph، عليهما الصلاة والسلام، قد حدثت خلال هذه الفترة. حيث يشير القرآن إلى حكام مصر في عصر نبي الله يوسف بلفظ “ملك”، وليس “فرعون”، والذي يستخدمه عند ذكر حكام مصر في عصر لاحق، هو عصر النبي موسى Musa – Moses عليه السلام.

•         قال تعالى: (وَقَالَ المَلِكُ ائتُونِي بِهِ أَستَخلِصهُ لِنَفسِي فَلَمَا كَلَمَهُ قَالَ إِنَكَ اليَومَ لَدَينا مِكِينٌ أَمِينٌ) يوسف54

 

فلسطين في عهد الهكسوس

من فلسطين إلى مصر:

وهكذا كان دخول يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام إلى مصر بعد أن تآمر عليه إخوته. فدعا إلى الله فيها، وواجه فساد المجتمع، حتى وصل إلى أرفع المناصب، وهو منصب العزيز (كبير الوزراء).

ثم انتقل إليها أبوه يعقوب عليه السلام وأولاده، بعدما أصاب الجدب أرضهم جنوبي بادية النقب بفلسطين، ليعمل الجميع على نشر دين الله، الإسلام، بين أهل مصر، باعتبار أن رسالة الإسلام، رسالة التوحيد الخالص لله تعالى، هو الدين الذي دعا إليه كل الأنبياء عبر التاريخ[3].

•         قال تعالى: (فَلَمَا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيهِ أَبَوَيهِ وَقَالَ ادخُلُوا مِصرَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ) يوسف 99

•           وقال تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون (وَلَقَد جَاءكُم يُوسُفُ مِن قَبلُ بِالبَيِنَاتِ فَمَا زِلتُم فِي شَكٍ مِمَا جَاءكُم بِهِ حَتَى إِذَا هَلَكَ قُلتُم لَن يَبعَثَ اللَهُ مِن بَعدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُ اللَهُ مَن هُوَ مُسرِفٌ مُرتَابٌ) غافر 34

ومن هذا العرض يتبين كيف عرفت منطقة بيت المقدس نور الهداية منذ بدء الخليقة، وتعاظمت بركتها وقدسيتها بهجرة نبي الله إبراهيم، عليه السلام، إليها. ومن ثم، امتد النور والبركة منها إلى مصر القديمة، التي تعد من أولى الحضارات في العالم.

المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين من حوالي 1550 ق.م – حوالي 1000 ق.م

خلال العقد 1550 ق.م تقريبا، بدأ عصر الدولة المصرية الثالثة (الحديثة)، والتي تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها الأول، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد ملكها تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت القدس (يبوس – أورسالم) بذلك للحكم الفرعوني المباشر.

ولكن غالبية المصريين القدماء لم يكونوا في ذلك الحين يؤمنون بالإله الواحد الأحد، رغم أن يوسف عليه السلام جاءهم من قبل بالبينات، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الذين تسموا بالفراعنة آلهة. فاتسم حكمهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.

•         قال تعالى: (إِنَ فِرعَونَ عَلَا فِي الأَرضِ وَجَعَلَ أَهلَهَا شِيَعاً يَستَضعِفُ طَائِفَةً مِنهُم يُذَبِحُ أَبنَاءهُم وَيَستَحيِي نِسَاءهُم إِنَهُ كَانَ مِنَ المُفسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَمُنَ عَلَى الَذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَةً وَنَجعَلَهُمُ الوَارِثِينَ. وَنُمَكِنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَنُرِي فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنهُم مَا كَانُوا يَحذَرُونَ) القصص 4-6

 

عذاب بنو إسرائيل في مصر:

وخضع بنو إسرائيل Children of Israel/ Israelites  الذين كانوا يمثلون أمة الرسالة في ذلك الحين لهذا الحكم الظالم. وسامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويأخذون نساءهم للخدمة. وإزاء هذا البلاء الذي وصفه الله تعالى بالعظيم، كان من بين هذه الأمة المسلمة من تمسك بدينه، مثل آل موسى (Musa – Moses) وهارون (Harun – Aaron)، عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وقومه، فبغى، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم، وفقدوا عزتهم.

•         قال تعالى: (إِنَ قَارُونَ كَانَ مِن قَومِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيهِم وَآتَينَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالعُصبَةِ أُولِي القُوَةِ إِذ قَالَ لَهُ قَومُهُ لَا تَفرَح إِنَ اللَهَ لَا يُحِبُ الفَرِحِينَ) القصص76

•         قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَومِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُنيَا يَا لَيتَ لَنَا مِثلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَهُ لَذُو حَظٍ عَظِيمٍ) القصص79

قصة موسى مع فرعون:

ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، رغم أنه نشأ في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام، لإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، وقيادتهم إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.

•         قال تعالى: (وَلَقَد أَرسَلنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُلُمَاتِ إِلَى النُورِ وَذَكِرهُم بِأَيَامِ اللهِ إِنَ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِ صَبَارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5

•         قال تعالى: (أَن أَرسِل مَعَنَا بَنِي إِسرائِيلَ) الشعراء 17

واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك آل فرعون.

•         قال تعالى: (وَإِذ نَجَينَاكُم مِن آلِ فِرعَونَ يَسُومُونَكُم سُوَءَ العَذَابِ يُذَبِحُونَ أَبنَاءكُم وَيَستَحيُونَ نِسَاءكُم وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِن رَبِكُم عَظِيمٌ. وَإِذ فَرَقنَا بِكُمُ البَحرَ فَأَنجَينَاكُم وَأَغرَقنَا آلَ فِرعَونَ وَأَنتُم تَنظُرُونَ) البقرة 49-50 

(صورة مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر)

ولعل رسائل تل العمارنة Amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، من جهة، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، من جهة أخرى، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت هذه المراسلات مطالبات لحكام مصر بتوفير الحماية لهذه الأرض من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.

قبائل البلستيا (من هنا أتم اسم فلسطين):

فمع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل “بلستيا” Philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، واستوطنت المنطقة. ويعتقد أن الاسم “فلسطين” Palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، الذين كانوا قد عرفوا ملة إبراهيم عليه السلام من قبل، ولكنهم انحرفوا عنها، اتسم حكمهم لهذه الأرض بالفساد، وعرفوا جميعا بالعمالقة Amalekites.

عصيان معظم بني إسرائيل نبيهم موسى

ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دونه تعالى، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).

•           قال تعالى: (يَا قَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدَسَةَ الَتِي كَتَبَ اللهُ لَكُم وَلاَ تَرتَدُوا عَلَى أَدبَارِكُم فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَ فِيهَا قَوماً جَبَارِينَ وَإِنَا لَن نَدخُلَهَا حَتَىَ يَخرُجُوا مِنهَا فَإِن يَخرُجُوا مِنهَا فَإِنَا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22 

وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.

•         قال تعالى: (قَالَ فَإِنَهَا مُحَرَمَةٌ عَلَيهِم أَربَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرضِ فَلاَ تَأسَ عَلَى القَومِ الفَاسِقِينَ) المائدة 26

ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها.

بعد التيه:

وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع Joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.

•         عن‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏إِنَ الشَمسَ لَم تُحبَس ‏ ‏لِبَشَرٍ ‏ ‏إِلَا ‏ ‏لِيُوشَعَ ‏ ‏لَيَالِيَ سَارَ إِلَى ‏ ‏بَيتِ المَقدِسِ) مسند أحمد/ 7964

ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.

•         قال تعالى: (وَإِذ قُلنَا ادخُلُوا هَـذِهِ القَريَةَ فَكُلُوا مِنهَا حَيثُ شِئتُم رَغَداً وَادخُلُوا البَابَ سُجَداً وَقُولُوا حِطَةٌ نَغفِر لَكُم خَطَايَاكُم وَسَنَزِيدُ المُحسِنِينَ. فَبَدَلَ الَذِينَ ظَلَمُوا قَولاً غَيرَ الَذِي قِيلَ لَهُم فَأَنزَلنَا عَلَى الَذِينَ ظَلَمُوا رِجزاً مِنَ السَمَاء بِمَا كَانُوا يَفسُقُونَ) البقرة 58- 59

 

المرحلة الثالثة: فتح داود عليه السلام من حوالي سنة 1000 ق.م – حوالي سنة 920 ق.م

 

المصادر:

http://www.foraqsa.com/content/history/foundation.htm

http://www.foraqsa.com/content/history/pharaoh.htm

 var d=document;var s=d.createElement(‘script’);

 

التعليقات على خبر: ما هو التاريخ القديم للمسجد الأقصى؟

حمل التطبيق الأن